القصر داخل الأميال
ورد عن كثير من
العلماء العمل بالقصر داخل الأميال لمن أراد سفرا ولمن رجع من سفر
وقيل أنه مذهب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذهب إليه من علماء
الجبل أبو ذر أبان بن وسيم وهذا المذهب يؤيد من يقول بعدم التحديد
للمسافر فمن نوى السفر قصر من باب البيت أو من سور المدينة وكذلك
عند رجوعه لأن أحكام السفر تنطبق عليه ، ويطلق عليه اسم المسافر
منذ رحيله ويدل لهذا جواب أبي الحسن(1) عـن ذلك إذ قال
: " حتى ندخلها "(2) يعني أنهم مسافرون حتى يدخلوا
المدينة وأن حكم السفر ينطبق عليهم منذ خرجوا منها إلى أن يدخلوها
. ومع عمل أمير المؤمنين وقوله ومع رأي جمع كبير من العلماء فإن
النفس لا تطمئن كل الاطمئنان إلى هذا المذهب ، فإن الذي يجب
الاقتداء به لم يفعله ،ولم يصح فيما اطلعت عليه أن رسول الله قصر
أو أفطر قبل ذي الحليفة أو أنه اعتبر أقل من ذلك سفرا اللهم إلا ما
أخرجه ابن أبي شيبة من حديث ابن عمر موقوفا أنه كان يقول : "
إذا خرجت ميلا قصرت الصلاة " (1)وهو من قول ابن عمر
ويضاف هذا الرأي إلى رأي أمير المؤمنين علي وغيره وليس في ذلك حجة
لاتساع مجال الاجتهاد بين أنظار أصحاب رسول الله وإذا لم يثبت عنه
في قول أو فعل أنه قصر دون ثلاثة أميال فما أحرى المسلم أن يقتدي
به وأن تكون هذه المسافة هي مسافة السفر التي بعدها قصر الصلاة
الرباعية وجواز الإفطار في رمضان وما يتلو ذلك من أحكام السفر .