كلمة الختام
كنت أتمنى لو أن الدول الإسلامية عرضت الأسئلة
الآتية على علمائها الأجلاء ، وطالبتهم بالإجابات المحددة عنها في
شبه تشريع قانوني دون الضياع بين النظريات المتضاربة التي تستوحي أو
تستورد من الشرق أو الغرب ثم تجري بها تجارب عدداً من السنين فتفشل
وتعاد التجربة ويعود الفشل .
أما الأسئلة فهي :
ما هو المنهج الذي يسلكه الطفل وكيف ينبغي أن نعدّه له ؟ .
ما هو السلوك الذي يجب أن تسير به المرأة المسلمة وكيف ينبغي أن
نفرضه عليها ؟ .
ما هو السلوك الذي يطالب الرجل المسلم به وكيف ينبغي أن نحمله عليه ؟
.
ما هو السلوك الذي يجب على الحاكم المسلم وكيف ينبغي أن نلزمه به ؟
وكنت أتمنى أيضاً من أية دولة مسلمة أن تشغل بحمل الأفراد والجماعات
على السلوك الإسلامي وإلزامهم به كما تشغل نفسها بحملهم على ما تريده
من السلوك السياسي .
ولكن الأماني لا تحقق المطالب ولا ترسي قواعد للبناء .
وإلى أن يتكوَّن الحاكم المسلم الذي يلتزم الإسلام في سلوكه ويلزم به
الآخرين ، ويضطلع بتنفيذ أحكام الإسلام جميعاً ، كدين شامل لتنظيم
الحياة البشرية في جمسع مجالاتها ولا يقتصر في أخذ أحكام الإسلام على
نتف حسب الذوق أو حسب اقتراحات أشخاص امتلأت أذهانهم بتشريعات الغرب
وبهرتهم أضواؤها البراقة .
إلى أن يتم ذلك تبقى هذه الأمة بمختلف دولها وأوطانها حائرة تتلقى
الضربات من الخارج والداخل دون أن تملك الساعد القوي الذي يدفع الكيد
ويرد العدوان ويحقق العزة .
والأفكار والسلوك من المجموعة الكبيرة ، وأن تسير
حسب مخططاتها .
فصول
الكتاب